حسب المصطلح القرآني لا المصطلح المضاهي له عند أهل اللغة

الخميس، 22 يناير 2009

الحلقة 2 قوله تعالى لِتكُون من المُنذِرين بلسان عربيٍّ مبين

الحلقة 2 قوله تعالى لِتكُون من المُنذِرين بلسان عربيٍّ مبين

الحلقة 2

قال علامة اللغة

أبو الحسين أحمد بن فارس رحمه الله

( ت 395 هـ )
:

"
قال جلّ ثناؤه
:
"
وإنه لتنزيلُ ربّ العالمين، نَزَل بِهِ الرُّوح المبينُ عَلَى قلبك،

لِتكُون من المُنذِرين، بلسان عربيٍّ مبين
"
فوصَفه جلّ ثناؤه بأبلغ مَا يوصَف بِهِ الكلام، وهو البيان.

وقال جلّ ثناؤه
:

(( خَلَق الإنسان، علَّمه البيان ))

فقدّم جلّ ثناؤه ذكرَ البيان عَلَى جميع مَا توحَّد بخلقه وتفرَّد بإنشائه،

من شمس وقمر ونجم وشجر وغيرِ ذَلِكَ من الخلائق المحْكمة والنشايا المُتْقَنة.

فلمّا خصَّ جلَّ ثناؤه اللسانَ العربيَّ بالبيانِ

عُلم أن

سائر اللغات قاصِرَةٌ عنه وواقعة دونه.

#

فإن قال قائل
:
فقد يقع البيانُ بغير اللسان العربي،

لأن كلَّ مَن أفْهَم بكلامه عَلَى شرط لغته فقد بَيَّن.

#

قيل لَهُ:

إِن كنتَ تريد أن

المتكلّم بغير اللغة العربية قَدْ يُعرِبُ عن نفسه

حَتَّى يفهم السامع مراده

فهذا أخس مراتب البيان،

لأن الأبكم

قَدْ يدلُّ بإشارات وحركات لَهُ عَلَى أكثر مراده
!!
ثُمَّ لا يسمّى متكلماً،

فضلا عن أن يُسمَّى بَيِّناً أَوْ بليغاً. !!

وإن أردت أنَّ سائر اللغات تُبِينُ إبانة اللغة العربية

فهذا غَلط،

لأنا لو احتجنا أن تعبِّر عن السيف وأوصافه باللغة الفارسية

لما أمكننا ذَلِكَ إِلاَّ باسم واحد،

ونحن نذكر للسيف بالعربية صفات كثيرةً،

وكذلك الأسد والفرس وغيرهما من الأشياء المسمّاة بالأسماء المترادفة.

فأين هَذَا من ذاك،

وأين لسائر اللغات من السَّعة مَا للغة العرب?

هَذَا مَا لا خفاء بِهِ عَلَى ذي نُهْيَة.000

[[]]

ألا ترى أنك لو أردت أن تنقُل قوله جلّ ثناؤه:

(( وإما تخافَنَّ مِن قوم خِيانةً فانْبذْ إليهم عَلَى سواء ))

لَمْ تستطع أن تأتي بهذه الألفاظ المؤدِّية عن المعنى الَّذِي أَوْدِعَتْه

حَتَّى تبسُط مجموعها وتصِل مقطوعها وتُظهر مستورها

فتقول:

"إِن كَانَ بَيْنَك وبين قوم هدنة وعهد

فخفت منهم خيانة ونقضاً

فأعلمهم أنّك قَدْ نقضت مَا شرطته لهم

وآذِنْهم بالحرب

لتكون أنت وهم فِي العلم بالنقض عَلَى استواء
"

!!!!!!!!!

ك الصاحبي ص 16 – 17

ليست هناك تعليقات: